صور

صور

1 – أب

تكرمش الجلد الأسمر فوق وجهه وجسده النحيل، سنوات .. تسقط الشمس عمودية فوق رأسه الأصلع، قسَّم الحمل على اثنين، وزعه على يديه، رفض أن تحمل البنت الصغيرة عنه حمله.
مشيته صلبة، وعيناه تشيران للأمام .. دائما للأمام. فوق الطبلية المستديرة طبق، امتدت الأيدى .. مسحت ما فيه .. تشاغل بالكلام وقراءة قصاصة الجريدة المفروشة فوق الطبلية وعينه تلتهم الجوع من فوق شفاه أبنائه، يبتلعه يهرى أمعاءه.. يحتسى دمعته، ينام.

2 – أم

تبكى المرأة تدور حول نفسها، تلملم العظام، ترممها فتصبح عملاقاً، يجدل ضفائرها حبالا، يجذب بها البيوت والرجال والأطفال والنساء .. حتى يصادف المرآة، يقف يتأمل جسده، يفتن بعضلاته المفتولة .. ينهار .. يترك الحبل، ينفلت كل ما وراءه، يتدحرج الحمل.. يسقط .. يتفكك .. يتفتت .. تجمعه المرأة فى تابوت وتلقى به فى النيل .. تحل ضفائرها وتنتظر.


3 - لعبــة

        شئ ما.. جعلني أتعاطف مع اللعبة الملقاة بجوار الرف، عينها تستجدي انتباهي.. ذكرتني بعين الصغير عندما يبكي طالباً ثدي أمه المنصرفة عنه.
تشاغلت ، درت حول الأرفف عدة دورات ، عادت النظرات تتلاقى ، نظرة مستكينة، ونظرة مشفقة،  لا أدري كيف تولدت منهما نظرة باردة بعيني البائع.
انفصلت يدي عن تكويني المتمرد وامتدت تلتقط اللعبة، لحظتها تعرت العلاقة بيننا.. كلانا لعبة سقطت من فوق الرف .. فلا التقطتها الأيدي .. ولا استطاعت العودة. تلونت النظرة بلون الأمل .. حينما امتدت يداه من المدى البعيد تخترق كل الأرفف تحمل عبير السنوات الماضية واعتصار الانتظار .. تلامست الأيدي.. تفتت المسافات.. فكان لقاء ولحظة انتماء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق