شارب زوجتى

شارب زوجتى
وقف عبد الستار أمام المرآة يعد لخطبة الغد التى سيلقيها و هو يحتفل وسط الأهل و الأقارب بعيد الزواج العشرين قال :
_ زوجتى يا ناس لها بسمة ملاك .. و أظرف من جميع الظرفاء ، ضوء عينيها يشيع الدفء فى الأوصال البشرية المصنوع منها العبد لله .. تشعل البيت حيوية فى غدوها ورواحها ، تشاغب البنات و البنين ، تصادق الطيور و الهواء .. رقراقة كموجة حالمة على صفحة  نهر ، كنسمة تداعب المشاعر الرقيقة .
زوجتى يا سادة لا تكشر أبدا عن أنيابها ؛ فهى باسمة السن حكائة دون ملل و الفرق كبير بين الحكاية و الرغاية .. حين أعود من العمل تزيح ستار الألم و تنشر الراحة ، إذا ناديتها ..يا….. تهب إلىَّ  .. لبيك !!
تربى الأولاد بحكمة الرجال ، تغذيهم من صدرها لبنا و حبا ، جيراننا أخوة لنا إن تأوهت ؛ ملئت دارنا بالأيادى تعمل ، و الأطباق تملأ و ردهم إذا ما شكرنا : إنها كريمة .
وفى ساعة الصفاء تستلقى  بجانبى فى زينة عروس فإذا تقلبت تزلزل قلبى و ترج الأمنيات التى تتقافز للذهن ترجوه أن يفيق .. و بعد عشرين عاما أقف بينكم معترفا بكل هذا و…. "دفعة قوية جعلته يسقط على قفاه ..و شاهد ساقيها تهتزان :
ما هذا ؟!!
نظر للافتة الكبيرة بيدها و للصوت النسائى المسترجل .. حاول فك عقد اللسان :
وسيلة إيضاح سوف أعلقها فى العمل مجرد تحذير علمى للنساء .
_ أقرأ .
_ إلى جميع الحلوات ذوات النهود و الخصور و الأرداف أثبتت جميع الأبحاث فى كامبريدج أن الخلافات الزوجية و افتراء النساء على الرجال له أثار سلبية على المرأة غير ضغط الدم و السكر و الشلل الرعاش .. تنام المرأة فتصبح رجلا بشارب و فى آخر المؤتمرات ؛ صوت جميع الرجال و أطلقوا التحذيرات لكل نساء العالم بالكف عن المشاحنات الزوجية و إلا زاد ربح مصانع أمواس الحلاقة .
     توقيع …رجل غلبان

تأملته طويلا .. تحسست شاربها .. مزقت الورقة قطعا صغيرة ..صرخت :
_ سأكون بشارب ؟
أنفجر ضاحكا .. بينما يداها تلقمه كور الورق
شاربها ينبت ، يطول ، أصفر بلون شعرها المسترسل .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق