أربـع سنوات تكفي … !!

أربـع سنوات تكفي !!

        بذلت جهداً مضنياً في أن تلفت انتباه الصغير بعيداً عن شرفة المنزل، تربعت فوق الوسادة الملقاة فوق الأرض .. أدنته:
ـ أحكي لك حدوتة ؟
ـ أنا جائع .
هرولت، دفعت باب المطبخ، شبت على أطراف أصابعها، جذبت طبق الخبز، عجزت الأنامل الرقيقة عن شده.. تحيرت.. فتحت باب البوتاجاز وقفت فوقه، قبضت على رغيف، اتجهت للثلاجة، حملت قطعة جبن.. تركت بابها مفتوحاً، عادت للصبي الذي يصغرها بعامين.. أطعمته .. ناولته كوب اللبن.. تركته أمها ومعه عدة وصايا قبل أن تذهب للعمل :
ـ لا تطلي من الشباك .. إياك (والبلكونة) .. لا تردي على أحد وتخبريه بأن ماما غير موجودة .. لا .. لا .. لا .. ولا ..
أكملت الحدوته للصغير ، تثاءب ، أمالته فوق ساقيها القصيرتين .. نام .. أسندت ظهرها للحائط واضعة يديها الصغيرتين فوق رأسه كما تفعل أمها.. وغفت.
ضغطت الأم جرس الباب، لم تسمع صياحهما أدارت المفتاح في لهفة .. الخوف يشدها من أذنيها مؤنباً لتركها الصغيرين .. وجدتهما بجوار الحائط نائمين وبسمة منتظـرة للحلوى التي وعدتهما بها إن لم يرتكبا خطأ، مازالت مرسومة على وجهيهما.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق