سيرياليه !!

سيرياليه !!

        همست في كفي : ـ أنت من برج شمسي ، خطوط يديك الناعمتين فيهما مرح وسحر، تحبين الاستمتاع بالحياة.
تسللت خيوط السعادة إلى وجهي ، نمت البسمة تحولت للضحكة عالية. فلم أنم منذ الأمس ، حملت همومي والأولاد، انحشرت في الأتوبيس، بعد نزولي اكتشفت سرقة حقيبتي ، بمرارة المنهزم حمدت الله أنني خرجت بالأولاد في يدي.
جذبت يدي، بحلقت فيها :
- أنت خيالية، مفعمة بالحب، تغرمين بالدعابة والفكاهة. انكمشت يدي بسرعة، تحسست خدي المتورم من صفعة الأمس، سحبت يدي، جعلتها سدادة لأذني، شددتها، تساقطت الحروف : ( ن.. ك .. د.. يـ.. ة )  طفرت دمعة ، واريتها في رموشي ، بثقة قالت :
- تحبين روح المغامرة، الرومانسية .. من يتقرب منك يعلم أنك مباشرة مستقيمة لا تؤذين أحداً 
انسابت الدموع تشق مجرى فوق الوجنات، رفعت رأسي، قوس أبيض من الحمام، نفثت همومي بعيداً، لونت السرب بلون أوهامه ، لغطه المنشز بأصوات نحاسية :
ـ جوازه هباب.
يصيح وكعب حذائه يعتصر ذيل القطة الذهبية .
صرخت :
- هدفك الرئيسي الإخلاص لشريك الحياة، لا تحتملين الإيقاع به في شرك، تطلقين العنان للمشاعر المختبئة.
زحفت نظراتي للوحة فوق الحائط.. صورتي بألوان زيتية وثياب زاهية، لوحة أحبها .. سماها يوم رسمها (البراءة)، امتدت يدي، قذفت بمحبرته السوداء فوق اللوحة، سالت الأحبار شكلت خطوطاً ونقاطاً ولطعة كبيرة كانهزام الشمس في الكسوف، عبثت فيها بإصبعي. خططت : تصبح الحياة مملة بدءاً من هذه النقطة تصبح كلوحة سيريالية.

فبراير 2001

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق