أيس كريم مر ..

أيس كريم مر ..

        تسعد حينما يحتوي فستان أمها القديم ذلك القد الصغير، تبدو به بلهاء .. لكنها ستصبح جميلة كأمها.
خطفته ، لبسته لتضبطه لها ، ضحكت الأم وسألتها أن تغسل لها الأواني، فقد كبرت وأصبحت عروساً ذات أحد عشر عاماً .. ارتدت مريلة المطبخ.
فرحت بها أمها ، منحتها مكافأة مرطبة في هذا الحر الشديد :
ـ اذهبي إلى متجر "موريس" واشتري لنا " أيس كريم " .. أشرقت معالم الرضى على وجهها، قفزت للشارع ، تهوي رائحة هذا المحل، التي تختلف عن باقي محال البقالة، خليط من شذا الألبان والأجبان والبسطرمة .. ليس كدكان عم خليل.
الأم تجلس في الشرفة انتظارا لعودتها ، حملت "الايس كريم" بين أصابعها الصغيرة ، تهرول عائدة .. تتلمظ وعيناها تفضان أوراقه الفضية.
ظهر فجأة أربع من بنات الحي يلعبن ساعة المغرب الهادئة.. جفلت .. نادين عليها لتعلب معهن:
ـ هيام .. ماذا تحملين ؟!
التفتت بسعادة وفخر وما كادت تفعل حتى ارتسمت السخرية فوق وجوههن..هتفت إحداهن :
شكلك مثل الخادمة .. ما هذه المريلة .. والفستان ده .. شحتاه ؟
استرقت نظرة إلى ثيابها .. المريلة !!.
ـ ده فستان ماما ودي مريلتها .. أصلي ..
ـ شكلك وحش قوي أنت على طول تلبسي هدوم واسعة عليك بتاعت خالتك .. مامتك.. أختك .. هه .. هه.
هزمتها الكلمات ، تلعثمت .. لم تستطع أن تقول: " نسيت خلع المريلة والفستان لسعادتي بشراء "الأيس كريم" .. لا أتذوقه إلا مرة كل شهرين خلسة من وراء اخوتي الستة ".
عـادت تبتلـع دمـوع إهانة صديقاتها، وضعت "الأيس كريم" أمام الأم التي ربتَّت على كتفها:
ـ مالك باكية .. هل تعثرت ؟
أومأت .. بالإيجاب. قذفت المريلة، خلعت فستان الأم ، ارتدت بيجامتها .. أسرعت تلعق "الأيس كريم" قبل أن يتحول لنقاط ساخنة .. اقشعرت لمرارته !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق